السبت، 25 ديسمبر 2010

أغرب محاضرة


دخل الأستاذ الكبير قاعة المحاضرات المزدحمة بالرواد 00 حيا الحاضرين 00 ثم طلب من العامل الذي يرافقه أن يعلق ورقة بيضاء كبيرة 00 وفي حركة (مسرحية) اخرج من جييبه قلم حبر-سائل- ثم ثنى ذراعه ومده بقوة فقذف نقطة حبر سوداء واحدة على الورقه
ثم أشار بقلمه للحاضرين وسألهم : ماذا ترون أمامكم ؟
عندئذ وقف أحدهم وقال: أرى نقطة حبر سوداء 00 ثم جلس فما كان من الأستاذ إلا أن عبس دون أن ينطق بكلمة واحدة0
ثم وقف شخص ثاني وقال: أرى ورقة بيضاء كبيرة00 ثم جلس - وللمرة الثانية عبس الأستاذ - دون أن ينطق كلمة واحدة-
أما الثالث فقال: أرى ورقة بيضاء كبيرة عليها نقطة سوداء صغيرة 00 وهنا هش الأستاذ و بش دون أن ينطق بكلمة0
وأخيرا وقف الرابع وقال: أرى قلم حبر يروح ويجيء في يدك0وللمرة الثالثة عبس الأستاذ00وقبل أن يغادرالقاعة نظر إلى الحاضرين وقال:الآن أنتهت المحاضرة00شكراً لحضوركم والسلام عليكم ورحمة الله-وعندما هم بالانصراف سأله أحد الحاضرين: أين المحاضرة ياأستاذ ؟ إنك لم تقل شيئاً فرد عليه قائلاً: بل قلت كل ما عندي00
شاعت الهمهمة أثناء مغادرة الأستاذ القاعة ثم مالبثت الهمهمة أن تحولت إلى أصوات عالية ثم بعد خروج الأستاذ تحولت إلى ضجيج , لكن ذلك كله أنتهى عندما تقدم شخص نحو المنصة وقال بصوت عالي -أسكت الجميع-: ترى 00 ماذا أراد الأستاذ أن يقول؟
وهنا أنبرى له شخص آخر قائلاً:لقد أراد الأستاذ أن يعلمنا فريضة طالما أهملناها إنها فريضة((التفكيــر))
نعم فالتفكير فريضة إسلامية و أعتقد أن الأستاذ المحاضر أراد أن يقول الآتي:
- إن الذي رأى النقطة السوداء فقط هو إنسان متشائم غير متزن لا يرى في الدنيا إلا السواد والسلبيات وهو عادة إنسان غير موفق في حياته0
- أما الذي رأى الصفحة البيضاء فقط فهو شخص يعيش في عالم وردي بعيداً عن الحياة بحلوها ومرها 0
- أما عن الشخص الذي رأى قلم الحبر الذي يروح ويجيء فإنه يعيش في عالم إخر بعيداً عن الدنيا وما فيها0
-أما الشخص الذي رأى الورقة البيضاء الكبيرة وبها نقطة سوداء صغيرة فهو إنسان متزن ومتفتح يرى كل شيء و ينظر للحياة نظرة شاملة كاملة لا تغرب عنه شاردة ولا واردة وهذا منتهى التوفيق0
لقد كانت محاضرة ناجحة ورائعة-ماأعظم هذا الأستاذ- إنه لم ينطق بكلمة واحدة ومع ذلك فقد قال الكثييير بطريقة فريدة

(مجلة الشرق - العدد 138-33)

ليست هناك تعليقات: