الجمعة، 19 يوليو 2013

فِي حُضن الَّليل ,,,

 
 
 
 
[ 1 ]
فِي حُضن الَّليل ، يستثِير الوجد على موقدٍ من الجُنون
يأتِ ليُزيحُ فِي النَّبض فراغاً خُصِّص لِبُكاء الذِّكرياتْ .

":"

[ 2 ]
فِي حُضن الَّليل ، يبكِي الطِّفل لِفقدانِه دميته المُمزَّقة
و الطَّير يهبِطُ على دمعتهِ المُتمدِّدة على بلآطِ الرَّحِيل
يرتشِف مُلوحتِها .. فَتغرِّد حنجرتِه ترانِيم الفُراق .


:":

[ 3 ]
فِي حُضن الَّليل ، تَشكِي القَهوة وِحدة قِدحِها على طاوِلة الِّلقاء
تتبخِّر عبر دُخانٍ يَئِن حتَّى يَتَّسِعُ بِهيئَة نافِذة من الخَيال
حيث يَختبئ مِن خلفِها يَعرِضون رقصَة الَّليل
يَعتَلِي الدُخان شَيئاً فَشيئا : ليستنشِقه أنف الفُقد المُصاب بالزُّكام
ف تَتشوَّه مكعباتِ سُكرِها بِتجاعِيد الخذلآن .!
 
 
4  ]
فِيِ حضن الَّليل مِرآةٌ أُخرى تُفصِّل وَ تُعكِسُ أناتَنا بِشكلٍ عآرِي .. أكثَر جمالَاً و َجُنونَاً : فِي تَفاصِيلها جنون ، ثُمَّ نُرَتِّب النُجُوم فِيِ دُولَابِ الأرَقْ : أو نُوقِد النَّدى المُتَمرِّر على زُجاجِ نوافِذنا عبر حرارةَ أنفاسُنا : هُناكَ مَنْ يَتَّخِذُ الَّليلَ مِعطَفاً أسوداً يُسدِل عورَات الألَم المنقُوشة على جسَدِه : على قدرِ الخيال , تأتِ الياسمينات باكيةً , نطلقُ أريجها عبر الحديث حتَّى العُشب الأخضر , الذي يضيءُ بفجرٍ أندى من الورود . أصبحَ يجيءُ إلى مِعصَم الأنامِل من حروفٍ تحنو كالغمامِ
 
 
5  ]
في حضن الليل أنصت جيداً لأفكاري وإن أعلنت عليّ العصيان
في حضن الليل أرتشف غيابك بمرارة إلى أن يسدل النوم ستائره على أجفاني
 
6  ]
 
فِي حُضن الَّليل ، أُهروِل فِي مَمرَّات النِّداء فيتردَّد صداها
فتهتَّز خوآصر الأغصان لِتُسقِط مِن أنامِلها أورآق العُمر باكِية

خوفاً مِن حضُور الرِّيح المُشاغِبة
لِألآ تبتِلعُها فِي دحرجة الزَّمن . فيصدر مِن الأوراق نحيِباً

يُردِّد : لا حياة لِمن تُنادِي !
 
[ 7]
..! فِي حُضنِ الَّليل المُثَخن بِالأرَقْ
علِمت أنَّ نومي قليلٌ , هذه هي الأحلام يا جميلتي
تئنُ في كلِ منطقةٍ ليْ , دعيني أطاردُ وجهكِ في صحوتي
فما عدتُ أقوى على الأحلامِ عندما تنزفُ بغفوتي
دعيني ألملمكِ و أجمع ذكرياتكِ , أعلم أن كل ذاكرةٍ منكِ
قد داستها أقدامُ العاثرين , لا تأبهي بهم
أتشعرين ببعضِ الغصَّاتِ أحياناً , أليس كذلك ؟
هاكِ يدي قبل مجيءِ الحلم , هناك وطنٌ يا لون السماء
لم يعد هناك إغراءٌ للحلم , أو للخضوعِ له
رضينا أم أبينا , ستبقى الأحلام مجردُ تخيلات
ربما تأتي بنفسها , أو نكونها نحن
تعالي إليَّ , فـ عمري بمجملهِ سيصبحُ بكِ جميلاً
أنا لا أنزفُ حزناً , و لا أصنعُ جرحاً ,

بل أدونُ تواريخَ الأحلام فوق جسدِ الورق -
 
[ 8]
فِي حُضنِ لَيْلٍ .. قامَ إحدَى العصافِير لِمُزاوَرتِي
لَم أنتَبِه إلَى حُضورِه لِحجمِه الصَّغِير
مَا أن أتى بِطرقِ زُجاجِ النَّافِذة بِمنقارِه

أهلاً بك أيُّها العُصفُور
مَا بالَ عِظامِك ذائِبة ؟
لِمَ فقاراتُكَ مُتَّسِخة ؟
جائَنِي لِلنَّشِيد عَنها
كلّا أيُّها العصفور . لم تأتِ بعد !
إنصرف الآن و عاوِد زيارتِي مُجدَّداً
رُبَّما تَنسِف قَيد غيابها و تأتِ
إلى عالمِي ، رُبَّما
لَمْ أصرِفه حُبَّاً لِلوِحدَة !!!
أعلَم أنه ظَامِئاً إلى المَزِيد مِن تُرياق الحَنان حيثُ بِتلك البِركة
وَ بعضاً من مُلآمسة سبَّاباتِها النَّاعمة بِجسده الصَّغير
وَ ما حِيلةُ النِّداء تحت مسعى أُذن حياةٍ قَتِيلة بالفَراغ .!
أصرفتَهُ خوفاً عليهِ ، فموعِد زيارة غرابِي المَشؤُوم كان على مَقرَبةٍ
وَ غُرآبِي يُعرَف بِإلتِزامِه لموآعيد الحُزن ، ربَّما يحضر قبل مِيعادِه بِثلاثُون غصة !
فخشيتُ أن يُصادِفه ، فيقتله وَ يُقتَل معه أمل الرَّبيع .!
[ .. هيَّا حلِّق بعيداً ، بعيداً و إيَّاك أن لا تأخُذ
معك الحنين الَّذِي أتيتنِي به ... ] .
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: